تقارير

تصريحات الوزير السابق علي يوسف تثير عاصفة من الجدل..

دعوات لاستدعاء السفير علي يوسف ومساءلته ومحاسبته علي التجاوز الموجع لجسم الأمن القومي السوداني

تقرير: سودانية ديلي

‏كشف وزير الخارجية الأسبق د. علي يوسف الشريف، لقناة الجزيرة مباشر، أنه واجه صعوبات كبيرة خلال منصبه وزيراً للخارجية في إدارة العمل بالشكل الذي يراه. وقال: “رفضت وأنا وزير خارجية أن أكون مجرد صورة، ووجدت المناخ لا يساعد على حرية المسؤول وطلبت من الفريق أول البرهان خلال اجتماع في تركيا إعفائي، حرصاً على أن لا أتسبّب له في مشاكل مع أطراف أخرى في السلطة”.

وعرّج يوسف إلى ملف السلام مبينا أن جميع الحروب في البلاد انتهت بالتفاوض. وقال إن الشرط الأول للحل السلمي هو وجود جيش واحد فقط في السودان. والثاني هو إبعاد كل المسؤولين والذين اصدروا تعليمات أدت لهذا الحرب لفترة يحددها الشعب السوداني، وأشار إلى أن بيان الرباعية وضع خريطة طريق يمكن البناء عليها لإنهاء الحرب في البلاد.

ؤاثارت تصريحات الوزير الأسبق موجة من الجدل على منصات وسائل التواصل، وفتحت باب الحديث عن الأداء داخل الدولة.

وعلّق خالد الأمين على هذا الحديث بالقول: علي يوسف وزير الخارجية الذي أُقيل أبريل الماضي يصرح لقناة الجزيرة ألا سبيل للخروج من الأزمة السودانية إلا بالجلوس للتفاوض وإنهاء الحرب، وأن الخوف والتوجس القائم هو خوف من تبعات السلام وهذا ما أكد عليه دُعاة السلام، ونحنُ نؤكد أن المُماطلة والتسويف لن يأتي بخسران أكبر وموت ودمار أكثر.

وفي معرض تناول المنصات لتصريحات علي يوسف تم تداول منشور يشير إلى أن وزير الخارجية السابق لن يكون الأول ولن يكون الأخير طالما ان التقاطعات علي أوجها في أعلي هرم السلطة ، “التلويح بالإستقالة موجود حتي في تلك الأيام ، وربما عمد ارباب التكليف الي العدول عنها مراعاة لتوقيت او تحملا للمسئولية في تلك الظروف التي تفتقر للوصف الوظيفي الصريح في المنصب ومقتضياته” ، ويبدو انه في تلك الاحوال سيجأر كل وزير في صقيع الأعلام بما يحسب انه سيرد اعتباره ويبرئ ساحته بتلك التقاطعات التي تحمله حملا علي الانسحاب والمغادرة، فقد وجد وزير الاعلام فرصته في الشكوي وهو خارج الحدود ، وربما عمد في الداخل الي الحديث بلغة (المواطن) ..وربما غدا ينفد رئيس الوزراء بجلده ، ويستنجد بذات الإعلام وهو يخرج الهواء الساخن تماما كوزير الخارجية السابق، فالأزمة يقينا موجودة، والتباين صريح ، وربما اختلط علي الناس الأمر مابين السيادة والوزارة ، في التسيير والتصريف ، وفي التحرك والصلاحيات الممنوحة.

التشكيك وفضح الأسرار

الكاتب والمختص في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية والعسكرية عامر حسن عباس كتب مقالا قال فيه: ان الوزير استنطق بمحظورات القول عن مقعد و وزارة جلس علي كرسيها أمينا عليها، حتى إذا ما اقيل منها أقبل يتحدث بما يشبه فضح الأسرار، وليس هنالك سر وبما يشبه اعتراف المجبور وليس هناك جابر له.

واوضح أن الوزير السابق يتحدث عن عدم حريته في أداء وظيفته و يوصى رئيس مجلس السيادة بعدم التردد وتفويت الفرص في معرض الحديث عن الرباعية وخطتها ويشكك صراحة في إمكانية حسم التمرد عسكريا ترغيبا في عرض الرباعية الملغومة.. والكل يعرف أن الحسم قد تم وما تبقي هو العدو الخارجي الذي ما فتئ يرسل مرتزقته وسلاحه لقتل السودانيين وتحطيم دولتهم.

جلسة تحقيق مجانية

وتساءل عباس: كيف لوزير عاقل غادر مقعد السلطة ولازالت ملفات مهامه مفتوحه أمام سلفه يذهب لجلسة تحقيق وتوظيف مجانية في برنامج تلفزيوني خدمة لخطط الضغط علي الدولة وقيادتها وتثبيط همة شعب مكلوم مضغ الصبر وصنع النصر ووضع للمجرم وداعميه شروطا للتفاوض معه و القائمة علي الحل والتسريح.. فكيف به (السفير علي يوسف) يخضع ليكون أداة في تشتيت الانتباه وبث الشك و خدمة الأجندة.. ومن اين أتاه الضغط ليقع في محظور الأمن القومي للموظف الذي غادر موقعه فيتكلم بأسرار الاجتماعات وما دار فيها ؟..

ويعود عامر عباس للتساؤل: كيف تم تعيينه وزيرا للخارجية ؟؟؟.. لأن المعايير أن كانت هي هي ما كان هذا الاختيار لحكومة كامل ادريس فعلى الجميع أن يتهيأ لمطابات أشد إيلاماً ولخرق يعجز الراتق.. وأول الرتق والعلاج بالكي هو استدعاء السفير علي يوسف ومساءلته ومحاسبته علي التجاوز الموجع لجسم الأمن القومي السوداني.

 

 

مناورة للعودة

أما الناشطة وفاء قمر بوبا فقد اعتبرت تصريحات علي يوسف على قناة الجزيرة مناورة سياسية محسوبة بدقة لإعادة رسم موقعه داخل صهاريج الحكم السوداني… هو يتحدث بلغة “العقل البارد” وكأنه يقول للعالم: “أنا الرجل الذي يمكن الوثوق به بين العسكر والوسطاء”.

وأضافت: لكن الحقيقة التي لا يريد أن يسمعها أحد بصوت عالٍ: هذا الرجل لا يبحث عن السلام في المقام الأول، بل عن حصة جديدة في السلطة، حتى لو اقتضى ذلك المهادنة مع القوى الخارجية التي تهدد سيادة السودان.

واعتبرت مغازلته لدول الرباعية ليست واقعية فحسب، بل رسالة واضحة: أنا جاهز للجلوس على الطاولة مع كل من يملك مفاتيح القرار، مهما كان تأثيره على وطننا.

وقالت وفاء: باختصار، لغة علي يوسف ليست خطاب وزير سابق، بل إعلان طموح سياسي مدروس: إعادة نفسه إلى المشهد، توسيع نفوذه، وخلق منصة يمكنه من خلالها المشاركة في هندسة المرحلة التالية من الحرب — مرحلة السلام المشروط التي قد تأتي على حساب السيادة الوطنية.

لا يعرف شيئا

أما بابكر يحيى فقد ذهب إلى أن علي يوسف تحدث بلسان مبارك الفاضل، مع فارق بسيط في البلاغة والوضوح .. وعبر بخواطر “خالد سلك” مع تساوي في اللعثمة واللعلعة وعدم البيان .. تحدث عن السياسة وهو لا يعرف عنها شيئا ؛ تحدث عن العسكرية وعن الحرب وهو لا يعرف عنهما شيئا، تحدث عن التاريخ وهو لم يقرأه جيداً بل سمعه من حكاوى “القحاتة” .. تحدث عن بيان الرباعية بسطحية تشبه سطحية “جعفر سفارات” .. تذكرت حمدوك وهو يتحدث ؛ وشعرت بأسف شديد بأن بلادنا قد انحدرت إلى هذا المستوى من الوزراء والمسؤولين مع أنها تضج بالعلماء والمثقفين والمفكرين والساسة.. ويمضي بابكر يحيى بالقول: من لم يعرف حجم التوهان والنكبة والحيرة التي فيها السلطة من لدن أبريل من العام ٢٠١٩ وحتى الآن فعليه أن “يُحضّر جك ليمون” ثم ليحضر لقاء السفير علي يوسف كاملا .. من حضر اللقاء سيكتشف كيف أننا تائهون !!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى