
أصل القضية/ محمد أحمد أبوبكر.. سيدي الوالي … أعيدوا للخرطوم قلبها
| من سلسلة الجسر والمورد
ولاية الخرطوم بعد الحرب ليست كما كانت. كأول ولاية تضررت بشكل مباشر، شهد مجتمعها صدمة عميقة: الانقسام، فقدان الثقة، وانتشار مظاهر لا تمثل قيم المجتمع السوداني. كل يوم تأخير في اتخاذ الإجراءات الحاسمة يترك الفراغ للانقسامات والولاءات الفرعية، ويؤخر عودة الخرطوم إلى قلب الوحدة الوطنية.
اليوم، القائمون على أمر الولاية يعملون ليل نهار لتعود الخرطوم أنضر وأجمل، ولهم كل التقدير على هذا الجهد المبارك. لكن يا سيدي الوالي، الجمال الحقيقي يبدأ من الروح والوعي، وليس من الأبنية وحدها. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن تسعوهم بحسن الخلق” — هذا هو مربط الفرس، وسر قوة أي مشروع لإعمار الخرطوم.
في هذا الواقع الحساس، يصبح المجلس الأعلى للشؤون الدينية والأوقاف أداة مركزية لاستكمال ما بدأتموه. إنه الفرصة الأولى لإعادة نبض العاصمة وتعزيز التصالح والمواطنة بعد الحرب. من خلال المجلس يمكن:
●توحيد الصف الداخلي وإعادة الروابط الاجتماعية المتضررة بين أطياف المجتمع المختلفة.
●إحياء المساجد كمراكز للوعي والمصالحة، لتصبح منابر حقيقية للتوجيه الروحي والاجتماعي.
●ضبط الخطاب الديني ومكافحة الانحرافات والولاءات غير الوطنية، بما يعزز قيم السلام والتعايش.
●سد الثغور الناتجة عن الحرب، من الانقسامات إلى الظواهر السلبية، بما يعيد للولاية صورتها الحضارية وقيمها المشتركة.
تعزيز الوحدة والروح المعنوية
عودة المجلس الأعلى للشؤون الدينية والأوقاف ترسخ شعار “جيش واحد شعب واحد”، وتعطي رسالة واضحة بأن الخرطوم عاصمة الكرامة والوحدة الوطنية. كما أنها ترفع الروح المعنوية للمواطنين والقوات المسلحة على حد سواء، وتعيد الثقة بين الدولة والمجتمع بعد الصدمات التي خلفتها الحرب. إن المجلس ليس مجرد إدارة، بل رمز للوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي، وجسر لإحياء القيم المشتركة.
■برامج عاجلة للمجلس لتكون ضربة البداية:
١. برنامج “مساجد بلا فرقة”
إعادة تأهيل المساجد كمراكز للوعي، تشمل حلقات مصالحة مجتمعية وورش توعية للشباب.
٢. برنامج “الأئمة القدوة”
تدريب الأئمة والخطباء على مهارات القيادة الروحية والاجتماعية وربطهم مباشرة بمبادرات التنمية المجتمعية.
٣. برنامج “الخرطوم الواعية”
حملات توعية عامة للمواطنين عن قيم السلام، التعايش، ونبذ الولاءات الفرعية بعد الحرب.
٤. برنامج “دعم الروح الوطنية”
مسابقة ثقافية وفكرية بين الأحياء لتعزيز الهوية الوطنية والقيم المشتركة.
٥. منصة “المجلس للتواصل”
نافذة إعلامية مباشرة للمجلس لشرح دوره، تقديم التوجيه والإرشاد، والتفاعل مع المجتمع في الوقت الحقيقي.
الخرطوم، كعاصمة السودان، رمز للوحدة الوطنية واستقرار الدولة. إعادة المجلس الأعلى للشؤون الدينية ليست مجرد إجراء إداري، بل خطوة عاجلة لاستكمال البناء الروحي والاجتماعي، وتعزيز نبض العاصمة وقيمها الجامعة.
نحن، جنودكم في مشروع التعمير، نضع سواعدنا وأفكارنا في خدمة هذه العاصمة، وما نكتبه اليوم ليس سوى تذكير. فمثلكم، سيدي الوالي، لا تغيب عنه أهمية هذا المجلس، ولا كيف يمكن توظيفه لمتطلبات عاصمة الكرامة.
#أصل_القضية،،،
فلنعد للخرطوم قلبها وروحها ووعيها، لتصبح نبضًا، وحدة، وكرامة، وإشعاعًا لكل السودان.
– باحث بمركز الخبراء للدراسات الإنمائية
				
					






