رأي

“صُويفَات” مسعد بولس..!

عبد الله بشير

لم يكن السودان في حاجة لاستجداء الرأي العام العالمي للتضامن مع المدنيين في مأساتهم في مدن الفاشر وبارا، فمشاهد العنف والتصفيات الجماعية والتلذذ بممارسة القتل كانت كافية ليخرج العالم الحر مكنونات الغضب التي تعتمل داخله.. لم تقف الأصوات الحرة في العالم وما أكثرها عند محطة التنديد والشجب والإدانة كما تفعل الأمم المتحدة و”الدول المتحضرة”..

دلت أصوات الشرفاء التي انطلقت من كل مكان في العالم عن فهم عميق بمجريات الحرب في السودان، وأنها تتعدى مفهوم أنها صراع بين طرفين إلى تحليل أبعاد هذه الحرب، والتأكيد على أنها مؤامرة كبيرة تحرك خيوطها جهات ودول كبرى لها مصلحة في تقسيم السودان، وأنها في سبيل تحقيق هذا الهدف أطلقت يد مليشيا الدعم السريع لممارسة الأبادة بحق أهله الأبرياء ودعمتها بالمال والسلاح والمرتزقة المستجلبين..

كثيرون من شرفاء العالم في شرقه وغربه ومن داخل أمريكا وأوروبا أمريكا الجنوبية انطلقت اصواتهم بالحق والحقيقة، وكانت نظرتهم ثاقبة في تشريح مجريات الوضع في السودان الذي لا ينفصل عن مجمل ما يجري في العالم: فهندسة الشر المستطير مصدرها واحد، وكما أن السودان قد ذاق من هذا الشر واحتمل ما يحتمله الآخرون.. فإن الدور ينتظر الدول التي حوله فهي مرشحة لأن تشرب من ذات الكأس التي سقوا منها هذا الشعب الطيب المسالم..

أما دولة الأمارات فقد كان لها النصيب الأعلى في الإدانات وفضح دورها الذي تلعبه في إشعال حريق السودان.. وبدا من خلال الحملة العالمية ان شرفاء العالم يعرفون أدوارها القذرة التي تقوم بها نيابة عن القوى الدولية الساعية للتفتيت والتجزئة.. ورغم ما تنفقه الأمارات من اموال في سبيل تحسين صورتها لدى العالم إلا أنها قوبلت بسيل من الهجوم الجارف، وضح استخفاف العالم بها واعتبارها دولة مصنوعة منقادة رغم إدعاءها التطور ومواكبة الحداثة ومحاولة إسباغ الإنسانية على نفسها من خلال خطابات مسؤوليها..

أطلق شرفاء العالم في العالم العربي وجوارنا الإقليمي صيحة مدوية في آذان حكوماتهم، أن عليها ألا تثق في الدول الغربية ووكيلتها الامارات، فالمخطط الذي بدأ بالسودان سيستمر وستنسج خيوطه لتبتلع ما حوله..

في مقابل مواقف العالم الحر تأتي تصريحات مستشار ترامب مسعد بولس “الطالع في كفر الأزمة السودانية” هذه الأيام، والذي يحاول نفخ الروح في مبادرة اللجنة الرباعية أو فلنقل انها وصفة الحل العصية المفصلة على مقاس الدول التي تمثلها.. بالطبع فإن سكين “سايكس بيكو” القرن الحادي والعشرين يراد لها أن تمرر في السودان.. في وقت الذي بدأ العالم يستفيق ويدرك أبعاد ما يجري في السودان، مما يصعب تمرير أي أجندة تتعارض مع سيادته ووحدة أراضيه وتبعد مخطط الفتنة والتقسيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى