رأي

خيارات داعمي المليشيا

عبد الله بشير

ذقنا في السودان الأهوال ودفعنا فاتورة حرب من دماء لأحبة فقدناهم ومن بينهم أقرب الأقربين إلينا.. وسلبنا فيها أمننا وحياتنا وعشنا حياة غير بين تهجير وتنقل بين المدن..

مازلنا ندفع كسودانيين فاتورة باهظة لحرب استهدفت وجودنا في الحياة وحاولت محو تاريخنا وحضارتنا، ورغم ذلك نحن على يقين أننا لن نفقد وطننا ولن ينكسر كبريائنا وعزتنا ولن يكون الثمن في نهاية المطاف أن ننكسر أو يمرر علينا البغاة ما يريدون.

باتت معالم ما يجري في السودان أكثر وضوحا للعالم الذي أفاق من استكانته على وقع ما جرى في الفاشر وبارا من فظائع، والتي هزت بعنف على الضمائر النائمة، وأزاحت الرماد عن جمر الحقيقة التي جعلت من خططوا للحرب عراة من مساحيق التغبيش التي ظلوا يطلون بها مواقفهم..

بات العالم بكل لغاته الآن هو من ينافح عن المظلومين في السودان ويكشف عن حقيقة التواطؤ والمؤامرة الخبيثة، أصحاب الأقلام الحرة الآن يسطرون المقالات عن أبعاد ما يجري في السودان والذي تتحمل وزره القوى الطامعة في خيراته والتي ظنت أنها تستطيع تحقيق ما تريده في السودان لكنها فوجئت بجسارة وصمود السودانيين.

من خلال قراءة مواقف العالم المنافح عن بلادنا يبقى السؤال هو: هل سيستمر داعمو مليشيا الدعم السريع في خطة محاولة تفتيت السودان أم أن الضغط والمحاصرة الإعلامية ستجبرهم على التراجع ومراجعة حساباتهم؟.

مهما يكن عند دولة مثل الأمارات من آلة إعلامية ضخمة نصبت شباكها منذ بداية الحرب لاصطياد عقول السذج وبث الأكاذيب باستمرار، ألا أن هذه الآلة قد تكسرت وتضاءلت أمام آلة الإنصاف التي سطرها العالم في الصحف والأسافير والمدونات وحتى في الخطابات والبيانات الرسمية للحكومات، فما يجري من فظائع جعلت الإعلام وجمهور الميديا يخرج من خانة التقصير في التعبير عن المواقف إلى تبني الأراء التي تطالب بمساءلة من تسبب في جرائم مليشيا الدعم السريع.

حريق السودان بدأ يشب في عويش الجوار الإفريقي والعربي الذي بات يدرك ما ينتظره شر مستطير لن يتوقف عن السودان.. فمشعلو الحروب من أجل المصالح باتت شهيتهم مفتوحة لتكرار نموذج السودان في كثير من بقاع الارض، وما جرى عندنا فرع ناقوس الخطر بقوة للعالم المتربص به ليتحسس موقعه تجنب انتقال الفتنة إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى