
بين السطور/ صلاح مختار.. مؤسسة التنمية.. الكنز الذي لايفني
تري منظر الشباب والرجال وهم علي الطرقات وأمام ستات الشاي ولعب “الضُمنة” تعلم ان هناك مشكلة إقتصادية يمر بها المواطن السوداني قد يكون بعلمه وقد لايكون بعلمه. ولكن فان المسؤولية تقع علي الجميع في البحث عن الطرق التي تخرج الناس من ضيق العيش الي سعتها. ولعل في هذه الزاوية نلفت الانتباه الي موسسة يتجاهلها الكثيرون أو حتي لم يعلموا بها، وهي مؤسسة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم والتي تعمل في معالجة الفقر وتداعياته، وهي من الهموم والاهداف الرئيسية للاستراتيجية القومية الشاملة بولاية الخرطوم لمعالجة مستوي الفقر الولائي والاتحادي. والمؤسسة هي كما أعلم الذراع الاقتصادي والاجتماعي لمعالجة الاختلالات الناجمة عن السياسات الاقتصادية.
ولوقت قريب يجهل الكثيرون عمل هذه المؤسسة التي لو عرفها المواطن السوداني لذهب اليها مهرولا..
.يصفها البعض بأنها كنز مدفون لا يعلمه احد ألا القليل.. ومع الأسف رغم تاريخها وخدماتها الكبيرة التي وصلت لأكثر من مليون مستفيد فان هناك من الشعب السوداني من لا يعلم عنها شي.. ولأن المرتبات لاتكفي غالبية الموظفين بالدولة فأن الحوجة لعمل آخر يسند المرتب أصبح أمرا شديد الأهمية لأي موظف؛ وكان والي الخرطوم السابق د. عبد الحمن الخضر يري بان المرتب هو اضعف مواعين الرزق لانه لا يكفي لسد حوجته. ولذلك هجر البعض الوظفة العامة الي العمل التجاري الخاص. وحتي لاتفقد الدولة كوادرها بسبب ضعف المرتب فإن هناك حاجة للتوجه إلى مؤسسة معنية بزيادة دخل الفرد مثل مؤسسة التنمية الإجتماعية، للحفاظ علي تماسك المؤسسة الوظيفية للدولة.
الأمر الأخر هناك كتلة نقدية كبيرة خارج القطاع المصرفي ومشاريع موسسة التنمية الاجتماعية تمثل المخرج لتلك الحالة. إذا وضعنا في الاعتبار انها لا تشبه بشكل كبير في عملها ماتقوم به البنوك من تقديم منح وقروض وتمويل للفئات المختلفة باعتبار أن المؤسسة ليست ربحية في المقام الأول وانما تعمل لمحاربة الفقر، وتجسير الهوة بين معدلات الغني والفقر وسط السكان.. ولذلك من خلال عملها تقوم بتبسط إجراءات دعم المشروعات. وتهدف من ذلك تخفيف حدة الفقر واشاعة روح التكافل والتعاضد بين افراد المجتمع. ومنذ انشاء المؤسسة عملت علي تحريك وتنظيم المجتمعات المحلية الفقيرة في الأنشطة التنموية بغرض تحسين احوالها المعيشية. والموسسة لا تكتفي فقط بتقديم الخدمات المالية مثل تمويلات التجارية والخدمية والصناعية والانتاجية والزراعية وانما تقوم بتوفير خدمة بناء المجتمع، والتدريب ورفع القدرات والتسويق والاستشارات. والكثير من الناس لا يعلمون ان المؤسسة أحد اذرعها بنك الاسرة وهيئة التنمية الصناعية وصروح أخرى، وهي أذرع قدمت خدمات جليلة لقطاع واسع من المجتمع ومازالت.
بالتالي الخروج من ضيق العيش يتم من بوابة استثمار طاقات الشباب في مشاريع جماعية وفردية وإن كنت اعلم ان المؤسسة تحبذ المشاريع الجماعية لتحقيق مقاصد اجتماعية للمجتمع.
لقد فتحت لنا المدير العام للمؤسسة الأستاذة براءة وطاقم إدارتها ابواب المؤسسة للتعرف للدور الكبير الذي تلعبه في المجتمع وتخفيف حدة الفقر.. واللافت في ذلك رغم التحديات التي تواجه المؤسسة وهي تقدم نفسها بعد الحرب فانها عازمة علي كسر حاجز الإمكانيات وتعمل في صمت، إلا اننا تعاهدنا أن نعكس هذا الجهد الكبير الذي تقوم به والذي قد يكون خافيا على الكثيرين.






