
ما ينتظره الشعب السوداني
عبد الله بشير
تعهدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان، وجدت اهتماما كبيرا وسط الراي العام العالمي والمحلي على حد سواء، وبعد صدورها بوقت وجيز رحبت حكومة السودان بجهود السعودية والولايات المتحدة من أجل إحلال السلام العادل والمنصف في السودان.
الدور السعودي الذي قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان واضحا في إقناع رئيس الولايات المتحدة بمغادرة محطة التردد والتضارب الأمريكي في كيفية إيقاف الحرب وإيجاد سلام يوقف معاناة السودانيين..
التردد الأمريكي ومحاولة اللعب وفق سياسية العصا والجزرة وضح من خلال تحركات مستشار ترامب مسعد بولس المتحمس لفرض رؤية اللجنة الرباعية المنقادة بدورها لأجندة الأمارات، ومحاولة الدبلوماسية الامريكية تهدئة مخاوف الخرطوم من جهة أخرى وهو ما حملته تصريحات وزير الخارجية مارك روبيو الذي ناور بوعود من شاكلة العمل على تصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية.
ويحمد للسعودية انشغالها بالملف السوداني وطرحه ضمن الأجندة الأساسية للزيارة التاريخية لولي العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن، التي تهدف إلى تعزيز أسس الشراكة مع واشنطن.
ولعل الثقة في دور السعودية نابع من تحركاتها الإيجابية لتحقيق استقرار المنطقة.. فقد كان لها مواقفها الواضحة التي كانت وراء تغيير خطط ترمب بشأن سوريا والقضية الفلسطينية.
ترامب قال بوضوح إنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بعد أن طلب منه ولي العهد السعودي ذلك وجعله يهتم بتسوية النزاع الذي لم يكن ضمن مخططاته..
هذا الإعلان جعل الخرطوم تسارع لتأكيد استعدادها للانخراط الجاد مع الرياض وواشنطن من أجل تحقيق السلام العادل والمنصف الذي ينتظره الشعب السوداني، وهنا إشارة ذكية من الحكومة تترجم موقفها المعلن من قبل في ترحببها بكافة جهود السلام التي تحترم كرامة الشعب السوداني الذي يقاتل جنبا إلى جنب مع جيشه لدفع العدوان المفروض على السودان، والذي فاق حد التآمر إلى محاولة سلب سيادة السودان ومحاولة تقسيمه.
جهود السعودية أفلحت في وضع إطار جديد لحل الصراع في السودان والذي تبدأ أولى خطواته بالتعاطي الإيجابي مع الحكومة الشرعية في السودان المسنودة من قبل الشعب السوداني وعدم المساواة بين الجيش الشرعي الذي يدافع عن شعبه والمليشيا التي وجهت بنادقها إلى صدور السودانيين الابرياء وأدت ممارساتها إلى إيجاد أكبر كارثة إنسانية على وجه الأرض، ومن وراء ذلك دول إقليمية ومنظمات دولية صاحبة مصلحة في إيجاد تغيير في السودان ولو على حساب الدماء البريئة ليتحقق لها ما تريد.
وعلى هذا فإن السودانيين يتوقون لوقف المأساة التي تجري في بلادهم ليتحقق لهم الاستقرار بعد عناء استمر قرابة ثلاث سنوات، ووقف المخطط الشرير ضد البلاد وأهلها بتحقيق السلام الذي يحترم تاريخهم وخياراتهم في رسم مستقبلهم.







