رأي

الرئيس ترامب وسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: القوة الاقتصادية والدبلوماسية لوقف الحرب في السودان

بقلم: أبوعبيده أحمد سعيد محمد – saeed.abuobida5@gmail.com

في النسخة الثانية من منتدى الاستثمار السعودي–الأمريكي في واشنطن، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤيته للحلول الاقتصادية والدبلوماسية كأدوات فعّالة لإنهاء النزاعات الدولية. وبينما قدّم أمثلة من صراعات مثل الهند وباكستان وأذربيجان، إلا أن مبادئ خطابه تلامس بوضوح الأزمة السودانية التي ما تزال تهدد استقرار البلاد وأمن الإقليم.

العقوبات الاقتصادية: من الهند وباكستان إلى السودان

استعرض ترامب خلال حديثه كيفية توظيف القوة الاقتصادية للضغط على الأطراف المتحاربة، مشيرًا إلى أنه قال للهند وباكستان أثناء توترهما النووي:

“لا بأس، يمكنكم القيام بذلك، لكنني سأفرض تعريفة جمركية بنسبة 350% على كل دولة، ولن يكون هناك أي تجارة مع الولايات المتحدة.”

وعند إسقاط هذا النهج على الحالة السودانية، يتبين أن فرض عقوبات مباشرة على السودان لن يكون مجديًا، فقد عاش السودان لأكثر من ثلاثين عامًا تحت العقوبات واستمرت الحرب في الجنوب رغم ذلك. لذا، فإن الطريق الأكثر فعالية يتمثل في استهداف الدول الداعمة لمليشيا الدعم السريع، والضغط عليها اقتصاديًا لإجبار الأطراف المسلحة على الدخول في مفاوضات جادة، وفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة.

السعودية: قيادة عربية ودبلوماسية فاعلة من أجل السودان

أشاد ترامب بالدور البارز الذي لعبه سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تسليط الضوء على الأزمة السودانية، وقال:

“العمل مع سمو ولي العهد كان مذهلًا، لأنه ذكر السودان بالأمس، وقال: ’سيدي، أنت تتحدث عن الكثير من الحروب، لكن هناك مكانًا على الأرض اسمه السودان، وما يحدث هناك أمر رهيب.’”

هذا الدور السعودي يعكس قدرة المملكة على توجيه جهود الوساطة وتوحيد الأطراف السودانية، وبناء توافق إقليمي يضغط على المليشيات والدول الداعمة لها، إلى جانب دعم مشروعات إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية في مرحلة ما بعد الحرب.

رسالة سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى أهل السودان

وجّه سمو ولي العهد رسالة وجدانية لشعب السودان جاء فيها:

“لكم في القلب مودة ومحبة، ولكم في النفس كل الاحترام والتقدير. نحن معكم بقلوبنا ووجداننا، نستشعر معاناتكم ونتألم لما أصابكم. النصر حليفكم، والحرب ستتوقف بإذن الله.”

تعكس هذه الكلمات اهتمام القيادة السعودية بالشعب السوداني، وتؤكد استعداد المملكة لدعم جهود السلام واستعادة الاستقرار، وبث الثقة في قدرة السودان على تجاوز المحنة.

تكامل القوة الاقتصادية والدبلوماسية

يرى ترامب أن فعالية السياسات الاقتصادية ترتفع عند دمجها مع تحركات دبلوماسية نشطة. ويمكن تطبيق هذا المبدأ على السودان من خلال:

• إعادة فتح الأسواق ودعم الزراعة والصناعة والموانئ لإعادة تشغيل عجلة الاقتصاد.

• تعزيز ثقة المستثمرين وتوفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة.

• الدمج بين العقوبات الاقتصادية والحوافز الاستثمارية لخلق بيئة تضغط على الأطراف المسلحة وتدفعها نحو السلام.

إشادة حكومة السودان بالجهود السعودية والأمريكية

عبّرت الحكومة السودانية، عبر إعلام مجلس السيادة، عن تقديرها للجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة من أجل إحلال السلام العادل والمنصف في السودان. وأكدت الحكومة استعدادها للانخراط الجاد في المسار السياسي المدعوم من الجانبين، مثمّنة الدعم المستمر الذي يسهم في وقف نزيف الدم السوداني.

فرصة حقيقية لإنهاء الحرب

إن توظيف القوة الاقتصادية إلى جانب الدبلوماسية الإقليمية التي يقودها سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واستهداف الدول الداعمة لمليشيا الدعم السريع عبر الدبلوماسية الناعمة أو التلويح بالعقوبات الاقتصادية، يشكّل فرصة حقيقية لوقف الحرب، وحماية المدنيين، وإعادة السودان إلى مسار الحياة الطبيعية. كما يعزز الثقة في قدرة الدولة على التعافي والنهوض مجددًا ككيان موحّد يجمع كل أبنائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى