
ميزانية كسلا.. وشفافية أوشيك
عبد الله بشير
استبقت ولاية كسلا الدولة وبقية الولايات بإعلان إجازة مشروع موازنة تحتشد بالارقام والتفاصيل والتحديات والآمال والتطلعات.
استعرض وزير مالية كسلا موسي محمد أوشيك بالتفصيل المقنع موازنة 2026 التي بلغت 598.4 مليار جنيه مقارنة بمبلغ 271.2 مليار جنيه للعام 2025 بمعدل نمو بلغ 120%.. وكان هذا الوزير شفافا مع الرأي العام في عرض موقف الأيرادات وعقبات إزالة فجوة المنصرفات في الصحة والتعليم والمياه والبنيات التحتية.
لا احتاج إلى عرض تفاصيل هذه الموازنة التي تناولنا تفاصيلها في الصفحة الاقتصادية لهذا العدد.. لكني بالمقابل سأحيي نهج وشفافية هذه الولاية في إعداد موازنة حقيقية وعرضها للرأي العام ومجتمع الولاية الذي من حقه أن يعرف التفاصيل ومن حقه أيضا ان ينتقد ويصوب..
تستحق ولاية كسلا وواليها ووزير ماليتها التحية، أولا لأنهم يعملون وفق خطط مرتبة ومعدة مسبقا تدل على أن حكومة كسلا تطبق نظام الحوكمة وتعتمد على موجهات وضوابط تحكم عملها، ولأنها ثانيا تحترم حق الرأي العام في معرفة تفاصيل ميزانية 2026.
قبل ثلاثة أسابيع أجاز مجلس الوزراء، برئاسة د. كامل إدريس السمات والموجهات والأهداف العامة للموازنة الطارئة للعام المالي 2026 المقدمة من وزير المالية د. جبريل إبراهيم.
سمات الموازنة العمومية تناولتها وسائل الإعلام، وعلى رأسها استمرار تلبية متطلبات المجهود الحربي كأولوية، بالتركيز على حشد الموارد وتوجيه الإنفاق العام نحو الأولويات. وتمت الأشارة لسمات موازنة الدولة النظرية والمعلومة بالضرورة للرأي العام من شاكلة:
الاهتمام بإعادة تأهيل المنشآت والبنى التحتية، وإعادة الإعمار وتهيئة البيئة وتوفير الخدمات الأساسية اللازمة لعودة الحكومة والمواطنين إلى الخرطوم.. الاعتماد على الموارد الذاتية، ترتيب أولويات الإنفاق العام.. ألخ
لم يتبع إجازة السمات العامة للموازنة تقديم أرقام.. ولا ادري إن كان الوزير جبريل يعتزم فعل ذلك أم انه سيعمل بالمثل: “مركب على الله..”؟
خلت الموازنة العامة الماضية من أي أرقام تقديرية لحجم هذه الموازنة.. والربط المقرر للضرائب والجمارك وعائدات الذهب (ومن نعم الله علينا أنها لم تتوقف خلال الحرب).. وكذلك لم نقرأ أرقاما تقديرية عن حجم الفاقد من عائدات البترول.. وأنصبة الولايات المتوقعة وحجم الصرف على المشروعات القومية.. ويبدو أن هذا ما سيتكرر هذا العام..
تبعا لذلك قرأنا اخبارا عن إجازة ميزانيات عدد من الولايات، وأيضا كانت إنشائية دون ارقام ” فرب البيت للدف ضارب والولايات شيمتها الرقص”..
ناقشت الولايات منشور موجهات إعداد موازنة للعام 2026 واستندت على موجهات الموازنة العامة للدولة وبرنامج عمل حكومة الأمل وأهداف التنمية المستدامة.. وتم اجازة الموجهات..
نعم البلاد في حالة حرب، لكن اقتصادها متحرك وليس جامدا.. كما ان النشاط الزراعي والاقتصادي والتجاري مستمر.. وهو ما يستلزم من القائمين على أمر الأقتصاد رقمنة الموازنة وإعطاء الرأي العام حقه في أن يعرف.
هممت الأسبوع الماضي ان اكتب عمودا انتقد فيه خلو موازنات الولايات المعلنة من أي أرقام، لكنني فضلت التريث فربما سيتم عرض موازنات مفصلة للولايات لاحقا بعد ان تعلن وزارة المالية موازنة تفصيلية تستهدي بها الولايات.. لكن ولاية كسلا أكدت لي أنني “راجل على نياتي”!..
abdoosh94@gmail.com





