
الى متى يظل التخلف الإدارى والسياسى موروثا من جيل الى جيل.. وهل الوصول إلى السلطة لخدمة المجتمع أم لاهواء شخصية.. وهل تم الاستفادة من خريجى الجامعات المهولة لتأسيس الدولة القوية
عبدالكريم ابوجيهان يكتب:
منذ أن نال السودان استقلاله وحتى الآن مضت سنين طويلة وتعاقبت عدة حكومات، ولكن فى تقديرى مازلنا فى الخطوة الأولى فى البناء والتنمية والدفاع عن الوطن.. ولم نستفيد من أخطاء الماضى بل نكررها، مما كرس عدم القبول بالآخر والتناحر المستمر فى النزاع عن السلطة.. وحتى الذين وصلوا الى السلطة لم يأتوا بجديد لتنمية المجتمع وبناء السلام العادل والقبول بالآخر، الأمر شجع الكثير لفتح جبهات للتمرد
ومن أبسط الاشياء وأهمها عدم الاهتمام بالزراعة والمشاريع الاستراتيجية وتشجيع المزراعين لتوسيع الرقعة الزاعية حتى ينعم الواطن برخاء المعيشة.
أيضا عدم الاهتمام بالثروة الحيوانية فى تأسيس مصانع ألبان محلية وإن امكن تصديرها بدلا من استيراد ها من الخارج،
عدم الاهتمام بجيشنا الباسل بطريقة متكافئة فى العدة والعتاد مع جيوش العالم من حولنا حتى يتمكن من صد الأعداء الطامعين فى خيرات بلادنا واستعباد شعبنا.. ومايحدث الآن مثالا لما نعانى منه، وفى إطار النقل العام مازال الخيار صفر لايوجد سكك حديد مريحة فى الترحال العام ونقل البضائع، بطريقة سريعة لأماكن الاحتياج
عبر الولايات،
ولايوجد طرق برية معبدة عابرة ومتداخلة للمدن الكبرى ومريحة فى السير عبر النقل البرى..
مازال التخلف فى ضبط البناء العمرانى مستمر لاتحكمه ضوابط تنفيذية فاعلة
وعلى سبيل المثال تجد عمارة مبنية من الدرجة الأولى بكامل طوابقها، وهى فى أرض بالدرجة الثالثة،حتى يكشف بيوت الذين ليس لهم المقدرة فى بناء العمارات..
السؤال هو لأين دور وزارة الشؤون الهندسية والتنمية العمرانية من ضبط هذه المخالفات حتى يكون هناك تكافؤ
فى احترام الحقوق،
من له المقدرة فليبنى فى الدرجة الأولى والبناء يتم بالتدرج الهرمى وفقا للمعيار السكنى..
الى متى يظل هذا الإهمال وعدم الاهتمام؟.. وهل نحن ماضون إلى الامام أم الى الخلف وعدم التقدم،
وإلى متى بلادنا مهملة، حتى الذين كانوا لاجئين فيها حكموا بلادهم وتقدموا عنا واتو إلينا.. منهم من هو صديق وإريتريا مثال على ذلك، ومن هو عدو تشاد مثالا.. هؤلاء جميعهم وجدوا في السودان ملاذ آمن لهم خلال فترة نضالهم ونحن حضور وقتها.. السؤال أين علماء وخريجى الجامعات المهولة للاسهام فى تنمية المجتمع وبناء السلام؟.. أم لم تتاح لهم الفرص فى المشاركة فى الأداء العام..
وعليه نتطلع إلى حياة أفضل لبناء ورقى شعبنا وبلادنا..




