رأي

أصل القضية/ محمد أحمد أبوبكر.. دروس حرب الكرامة للشباب السوداني

| من سلسلة الجسر والمورد

> “قريبًا سنسأل البوركينابيين عمّا يستطيعون فعله، لا عن الشهادة التي يحملونها” الكابتن/ إبراهيم تراوري

الشهادة… إن لم تتحوّل إلى فعل فهي صمتٌ عقيم

الشهادات لا تصنع أمة، ما لم تتحول إلى قوة حقيقية على الأرض.

قد تُفتح الأبواب بالورق، لكن الذي يحرسها هو الإرادة، والذي يثبتها هو الدم، والذي يخلّدها هو الفعل.

الوطن لا يطلب من أبنائه أوراقًا تُعلَّق على الجدران، بل ينتظر منهم أثرًا حيًا يُكتب في مسيرة النهضة والبقاء.

حرب الكرامة: دم يكتب الدرس

في حرب الكرامة، لم يكن معيار الشباب شهاداتهم ولا ألقابهم، بل أثرهم في الميدان:

● الشهيدة د. هنادي، التي حوّلت لقبها الأكاديمي إلى فعل ودم وخلود.

● مهند، أمين، عثمان مكاوي، وغيرهم ممن صاروا جسورًا للوعي والوفاء.

● الـ ٣٥ شهيدًا الذين حموا القائد العام بأرواحهم… كتبوا على الأرض شهادة لا تمنحها الجامعات.

هؤلاء لم يسألهم الوطن: ما هي شهادتك؟

بل أجابوا هم بالفعل: هذا ما نستطيع أن نفعله لوطننا.

وكل دم نزف في الميدان كان صيحة عالية تقول:

“الوطن لا يُبنى بالكلام… بل بالفعل والتضحية.”

بعد ١٥ أبريل ٢٠٢٣م: تبدّل مفهوم القيادة

منذ اندلاع حرب الكرامة، تبدّلت مفاهيم القيادة والإلهام في السودان.

لم تعد القيادة لقبًا يُمنح أو كرسيًا يُشغل، بل إنجازًا ملموسًا ومواقف وطنية ثابتة.

القائد اليوم هو من يقدّم لوطنه ما يثبت إخلاصه:

● من يصمد في الخطوط الأمامية.

● من يدير التكايا ويحوّلها إلى جسور للصمود والإمداد والإلهام، حيث اجتمع الشباب لإطعام الناس وربط المجتمع في أحلك الظروف.

● من ينهض بالإسناد المدني ويبتكر حلولًا للحياة تحت الحصار.

لقد أظهرت التكايا أن القيادة ليست في المكاتب، بل في إطعام الجائع، صون الكرامة، وربط الناس بالوطن في لحظات المحنة.

فكانت التكايا الجندي السادس.

إنها ثورة في معنى القيادة:

● من منصب شكلي إلى موقف وطني.

● من ألقاب على الورق إلى إنجازات على الأرض.

● من الكلام إلى الفعل.

تراوري يسأل شعبه… فمن يسأل شباب السودان؟

قال تراوري لشعبه: “قريبًا سنسأل البوركينابيين عمّا يستطيعون فعله.”

لكن السؤال الذي يطرق ضميرنا:

■ من الذي ينادي شباب السودان؟

■ وهل سينتظر شبابنا “ذات النداء”؟

■ أم يبادرون بأنفسهم لصياغة الإجابة بالفعل؟

إنها لحظة الحقيقة، لحظة لا تحتمل التردد:

● هل ننتظر من يسألنا… أم نسأل أنفسنا وننهض؟

● هل نكتفي بتعليق الشهادات على الجدران… أم نصنع بها موردًا وجسرًا يرفع السودان؟

يا شباب السودان، أنتم النداء وأنتم الإجابة.

لا تنتظروا من يُناديكم… فالوطن يناديكم منذ أول قطرة دم سالت في حرب الكرامة.

واجب الشباب: وفق رؤية الجسر والمورد

رؤية الجسر والمورد تقدّم خارطة طريق لواجب الشباب تجاه السودان:

١. أن يكونوا الجسر: يربطون السودان بالعالم من موقع الفاعل لا المتلقي.

٢. أن يكونوا المورد: يحوّلون قدراتهم ومهاراتهم إلى مشاريع ملموسة: في الزراعة، التكنولوجيا، الإعمار، والطاقة.

٣. أن يجسدوا القيادة بالفعل: القيادة اليوم هي الإنجاز والموقف الوطني، سواء في الميدان أو في التكايا أو في أي مساحة بناء.

٤. أن يحوّلوا التعليم إلى عمل: فالمعرفة بلا فعل تظل ورقًا، أما الفعل فيصنع السيادة.

> واجبكم أن تجعلوا السودان جسرًا يربط العالم لا بوصفه تابعًا، بل شريكًا،

وأن تكونوا المورد الذي يغذي الأمة لا بورق الشهادات، بل بعرق الجباه ونتاج السواعد.

أصل القضية: من ينتظر… يتأخر

يا شباب السودان… دماء الشهداء لا تقبل الانتظار.

إن لم تجيبوا أنتم عن سؤال الواجب، سيُجيب التاريخ عنكم بالصمت والخسارة.

انهضوا… فالوطن يطلب منكم أن تكونوا جسرًا إلى المستقبل وموردًا للأمة.

انهضوا… فالفعل وحده هو الذي يكتب اسم السودان في سجل الأمم.

الفعل هو السيادة.

الإنتاج هو الكرامة.

القدرة هي الاستقلال.

“إما أن نصنع الفعل… أو نصبح ذكرى في دفتر الآخرين.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى